” يمتلك هذا الجامع هيكلٌ أخاذٌ يخطف الأنفاس “، “مكانٌ يأخذك خارج معالم العالم”، “هو برأيي أجمل بناء صنعه بشرٌ في العالم”. تلك التعليقات هي أول ثلاث تعليقات على موقع “تريب أدفيزر” من زائري جامع الشيخ زايد الكبير، الوجهة الأكثر جذباً للسياح في أبوظبي، وأحد أجمل الصروح المعمارية في العالم. ولكن فن العمارة المدهش ليس السبب الوحيد الذي يثير الإعجاب، حتى غير المسلمين الذين يزورون أقدس موقع في أبوظبي يتحدثون عن الروحانية والراحة التي يشعرون بها فيه، دفءٌ يُشعرهم وكأنهم في أوطانهم، لذا فإنها رحلةٌ كاملة ورائعة. ولعلها ليست صدفة أن الرحلات هي بالطبع مركز العقيدة الإسلامية.
هذا هو موضوع المعرض الذي تم تنظيمه بعنايةٍ شديدة، والذي سيتم افتتاحه في المركز الثقافي في المسجد الشهر المقبل. وهو مزيجٌ من قطع أثرية، وصور تاريخية ومخطوطات نادرة وأعمال فنية معاصرة. سيقام معرض الحج: رحلة في الذاكرة، في الفترة ما بين 20 سبتمبر حتى 19 مارس، للمزيد من المعلومات زوروا موقع szgmc.ae. يركز المعرض على فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، والمنزلة العظيمة التي يشغلها في ديننا الحنيف، كما يأخذ المعرض الجمهور إلى رحلة عبر الذاكرة، حيث رحلة حج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عام 1979. ولا يركزعلى الرحلة التي يتوجب على المسلمون القيام بها من أجل الإسلام فحسب، بل يركز على رحلة الإسلام برمتها. كيف شكّل القرآن الكريم أساس للتعامل والتعايش في الحياة المعاصرة لشعوب الشرق الأوسط لما يقارب ال1400 عاماً؟ يسعى المعرض للإجابة على هذا السؤال من خلال سلسلةٍ من الآثار المقدسة الثقافية، والعروضٌ الإعلامية المنوعة، كما يسلط المعرض الضوء على مجموعة ناصر د. خليلي للفن الإسلامي، وتضم محمل حرير مذهل من القرن السابع (القرن الحادي عشر بعد الهجرة) من دمشق، وهو عبارة عن عربة احتفالية يحملها جمل، تمثل سلطة السلاطين العثمانيين في الحج إلى مكة.
كما يتضمن المعرض مجموعةً عتيقة من الهدايا التذكارية، وتذكارات من أجيالٍ سابقة من الحجاج جلبوها معهم من أسواق المدينة المنورة الكثيرة. التحفة الأبرز في المعرض هي بطاقةٌ للكعبة الشريفة (وهي المبنى الأكثر قداسةً في وسط المسجد الأقدس في مكة المكرمة) من فترة الستينيات. إن لم يُبهر كل هذه الزوار، حتماً سيبهرهم المسجد بحد ذاته، الذي يعتبر المكان المفضل للسياح، على الرغم من وجود العديد من الأماكن السياحية الأخرى في أبوظبي.